الزواج شيء والحب شيء مختلف , فالوقوع في الحب لايكفي لإقامة علاقة زوجية ناجحة ومستمرة , وليست كل علاقة حب يجب أن تنتهي بالزواج , فمايناسب البعض قد لايناسب البعض الآخر , فيوجد عناصر مهمة يجب أن نأخذها بعين الاعتبار غير الحب وهي  ضرورية جداً , مثل العمر , الوضع الاجتماعي والمادي وموافقة الأهل والطموح وتقارب وجهات النظر , فيجب الانتباه على هذه الأشياء عند اختيار شريك الحياة .الحب بعد الزواج
يختلف الحب تماماً بعد الزواج , فالحب عادة, يبدأ بالحديث الرقيق العاطفي والمشاعر هي سيدة الموقف , وتصبح حياة المتحابين مليئة بالأشعار والورود والرسائل , هيام بعد الزواج لايلغي الحب , لكنه يفقد مبالغته وقوة اندفاعه , فتتضاءل الأحلام والطموحات وتغيب الأشعار والأزهار , ويتحول العالم الوردي إلى عالم الأطفال والمسؤوليات وتأمين الاحتياجات والمتطلبات فالزواجلايقلل الحب بل يضعه في حجمه الحقيقي ويجرده من المبالغات فالكلام قبل الزواج يستخدم قاموساً ملوناً اما بعد الزواج فيستخدم قاموساً أبيضاً وأسوداً . يتقبل البعض هذا التغير ويتأقلم معه أما البعض الآخر فيرفضه فيحدث الطلاق .
الحب بعد الزواج
وهناك أنواع كثيرة للحب , بعض هذه الأنواع تساعد على استمرار الزواج وبعضها يدمر الزواج، وأهم نوعين من الحب هما الحبُّ قصير المدى، والحب طويل المدى. والحب الأول يشتعل سريعاً وقوياً وينطفئ بسرعة، فإذا تمَّ الزواج أثناء قوة اشتعال الحب فإن الأغلب ألا يستمر هذا الزواج طويلا؛ لأن شعلة الحب التي أضاءت الطريق إلى منصة الفرح سوف تنطفئ بعد أشهر قليلة وربما أسابيع، وقد تنطفئ خلال أيام ويجد كل من الزوجين أن الانفصال هو الحل الوحيد. أما النوع الثاني فهو ينمو ببطء، وقد يستغرق الرجل والمرأة شهوراً وربما سنوات لإنضاج الحبِّ على مهل، ويكون الزواج تتويجاً لرحلة البحث عن الاستقرار وبناء حياة زوجيَّة قائمة على التفاهم والنضج. والنوع الأول من الحبِّ والزواج عادة ما يكون بين الشباب قبل سن الثامنة والعشرين، وهي السن التي قدّرها الخبراء للوصول إلى مرحلة النضج العاطفي والاستقرار عند الرجل وعند المرأة ، والتي يستطيع الشخص أن يعيش معها حياة آمنة. إنَّ الحبَّ والزواج من النوع الأول يشبه الحرائق شديدة الاشتعال، ثم سريعة الانطفاء. أما النوع الثاني فأشبه ما يكون بتيار هادئ من الكهرباء؛ يسري في العلاقة ويستمر.

0 التعليقات :

إرسال تعليق